حوزه‌یران 16, 2024 21:00 Asia/Tehran
  • زاكاني : من الطبيعي أن يكون لجيراننا أولوية خاصة، الى جانب اهتمامنا الجاد بمحور المقاومة

قال علي رضا زاكاني المرشح للإنتخابات الرئاسية الإيرانية الـ14 حول سياسته تجاه دول الجوار لاسيما العراق والسعودية: ستكون لدينا سياسة فاعلة وناشطة مبنية على مبادىء الكرامة والحكمة والمصلحة، ومن الطبيعي أن يكون لجيراننا أولوية خاصة، الى جانب اهتمامنا الجاد بمحور المقاومة

وتابع قائلا : الأولوية التالية هي القوى العظمى التي تتمركز في الشرق مثل الصين اضافة الى جارتنا روسيا، اللذان سنواصل معهم علاقاتنا المتينة، كما ستكون لدينا علاقات مميزة مع القوى الناشئة مثل الهند والبرازيل وجنوب أفريقيا. وسنقيم علاقات ودية مع جميع البلدان التي التي تتعامل معنا باحترام ومن نفس المكانة، إلا الكيان الغاشم (إسرائيل) وكذلك أمريكا ما لم تعدل موقفها.

وفيما يخص العراق والسعودية اكد المرشح زاكاني إن العراق حليف جدي وشريك أساسي لإيران الإسلامية، ويجب أن تتعمق علاقتنا يوما بعد يوم، ويجب تعزيز التفاعل والخدمات الثنائية بين الجانبين.

*علاقتنا مع السعودية قائمة على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة

وعن العلاقات مع المملكة العربية السعودية قال: علاقتنا مع السعودية قائمة على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة؛ فيجب علينا إقامة علاقة قوية ودقيقة مع دول جنوب الخليج اللفارسي  والسعي وراء المصالح المشتركة، والمملكة العربية السعودية من أهم هذه الدول.

وبشأن النشاطات النووية الايرانية أشار زاكاني الى انه كان رئيساً للجنة خطة العمل الشاملة المشتركة في البرلمان التاسع سابقا، وقد قامت هذه اللجنة بمراجعة مختلف جوانب الإتفاق النووي، وكانت نتيجة هذه المراجعة تقريراً مفصلاً تم نشره، واليوم أتضحت صحة ذلك التقرير للجميع.

*لا نطالب سوى بحقنا للمشروع في المجال النووي

وتابع قائلا ان الاستفادة من الطاقة النووية السلمية حق طبيعي لجميع الدول، بما في ذلك إيران. هذا فضلا عن أن إيران كان رائدة في التعاون مع الاوساط الدولية، وتنفيذ "معاهدة حظر الانتشار النووي"، فضلا عن تفاعلها الكامل مع الوكالة الدولية للطاقة النووية بعكس الكيان الصهيوني، لذلك لا تطالب الجمهورية الإسلامية الإيرانية سوى بحقها الطبيعي وفي نفس الوقت فهي مستعدة للاجابة على اي تساؤلات في المحافل الدولية في اطار القانون والضوابط الدولية.

واستطرد قائلا : كان ينبغي على الدول التي تمتلك الطاقة النووية أن تساعد الدول الأخرى على تطوير أطرها النووية في المجال السلمي، وللأسف لم يساعدوا، ولكننا واعتمادا على قدراتنا المحلية نجحنا في المجال النووي وتطورنا وحققنا تقدما وسنستخدمه في المجالات السلمية.

*ان لم نقف على اقدامنا سيحرمنا العدو من الحد الادنى من حقوقنا

وأشار زاكاني الى أنه متخصص في الطب النووي وأستاذ جامعي، والمجال الأقرب لخدمة الشعب هو الطب النووي واضاف : في عام 1999، منعوا الموليبدنوم عن إيران، وتم إغلاق المراكز الطبية النووية في إيران. إذا لم نقف على أقدامنا سيحرمنا العدو من الحد الأدنى من حقوقنا، ولذلك فإن النشاطات النووية ستسير بقوة وبطريقة سلمية، ومن يتخلف عن هذا الركب فإنه سيخسر الكثير في المستقبل بدءا من الزراعة ومرورا بالصناعة والخدمات الطبية وانتهاء بالمجالات العلمية الاخرى، لأن المجال النووي هو بمثابة المحرك، ونحن نقدر ثمن نشاطنا النووي ولن نتنازل عن حقنا، ونتصرف على أساس حقوقنا ومصالحنا الوطنية وسنكون دائما على قدر المسؤولية في هذه الحالة.

*سنحيد العقوبات بناء على قدراتنا الداخلية

واعتبر الحظر بانه اجراء جائر وأداة بيد الغرب خاصة الامريكيين وبعض الدول الاوروبية للاجرام ضد الدول الأخرى واضاف : نعتبر الحل لتحييد الحظر بانه يتمثل في التركيز على "قدرتنا الداخلية".

وتابع قائلا : خلال انتشار وباء كورونا، لم يعطونا اي لقاح، لذلك بادرنا وأنتجنا 5 لقاحات وأصبحنا من المصدرين للقاح على مستوى العالم. اذا؛ الأساس هو القدرات الداخلية، وفي المرحلة القادمة التفاعلات الثنائية مع الدول الأخرى، وخاصة دول الجوار والدول الكبرى في العالم التي لا تعتمد على الولايات المتحدة.

*سنتواصل مع الأميركيين ولكن بشروط

وعن التفاوض مع امريكا قال زاكاني ان هذا الموضوع يشمل نطاقين؛ النطاق الأول هو الشعب الأمريكي، وخاصة الشباب والمثقفين الأمريكيين والذين سمعوا اليوم صوت القمع الفلسطيني واحتجوا ضد الصهاينة، كما ان الايرانيين المقيمين في امريكا ايضا يعتبرون عمقنا الاستراتيجي . أما النطاق الثاني لأمريكا فهم الامريكان الذين لديهم نزعة الصهاينة. أولئك الذين يعارضون ايران والثورة الإسلامية، وما لم يتم تصحيح هذا المسار فان التفاعل والتواصل مع هذه الشريحة لن يكون سهلا.

واضاف : هؤلاء ليسوا في وضع يسمح لهم بإملاء شيء علينا،. "حكومة الخدمة" أولاً؛ ستتواصل وتتفاعل بكل احترام مع كافة الإيرانيين والشباب الأميركي الباحث عن الحق، وثانياً؛ لن تتفاعل مع اللوبيات الصهيونية والإرادة السياسية التي تقف ضدنا . وهؤلاء يجب محاسبتهم على الجرائم التي ارتكبوها في إيران الإسلامية، قبل الثورة الإسلامية وبعدها؛ وما يرتكبونه من جرائم في المنطقة اليوم؛ غزة جزء من كيان الأمة الإسلامية، وما يقومون به من خيانة عبر دعم "إسرائيل"، وقتل الأطفال والنساء من قبل كيان الاحتلال ليس انجازا، بل جريمة ضد الإنسانية ويجب محاسبتهم.

أما بخصوص اللقاء مع "جو بايدن" فقال : لا أرى أي فائدة في ذلك، نعم لو كنا في اجتماع دولي وكانت هناك حاجة للقاء فان عليهم أن يأتوا إلينا ويطلبوا منا، واساسا هذا الموضوع لا فائدة يرجى منه فدعونا لا نفكر به.

واعتبر ان حل القضية الفلسطينية بيد الشعب الفلسطيني، وليس خارج جغرافية فلسطين واضاف : هذه القضية تتعلق أولا بالأشخاص الموجودين داخل جغرافية فلسطين، وثانيا الذين يعيشون في الشتات؛ هؤلاء يجب أن يعودوا إلى وطنهم ويحددوا مصير وطنهم عبر صناديق الاقتراع ويختاروا الحكومة والنظام الذي يريدون، وهذا أمر بديهي ومقبول في جميع الاوساط الدولية . اذا القضية تتعلق بالفلسطينيين حصرا سواء كانوا مسلمين او مسيحيين او يهود، وليس الذين جاؤوا من أنحاء العالم وحرموا الآخرين من الحد الأدنى من الحياة بالقوة والسلاح والقتل.

وتابع : إن طريق المقاومة مستمر، وحالياً العمود الفقري للكيان الصهيوني قد انهار وتفكك نسيجه وقريباً ستحتفل دول العالم الحرة بنهاية هذا الكيان.

وفي جانب اخر من المقابلة قال زاكاني ان جبهة المقاومة خلقت نظاما جديدا في شمال إفريقيا وغرب آسيا، وحطمت كل العلاقات السابقة التي تشكلت بناءً على الضغوط الخاصة التي مارستها الولايات المتحدة واضاف: نحن اليوم نمر بمرحلة انتقالية؛ لقد فرضت جبهة المقاومة إرادتها، ولم تستطع الإرادة الأميركية الصهيونية أن تهز هذه الجبهة، وتأخذ هذه العلاقات الجديدة في المنطقة يوماً بعد يوم أبعاداً أخرى.

* سيكون للمقاومة دور حاسم في رسم ملامح المنطقة في المستقبل

واشار الى ان جبهات المقاومة مستقلة في فكرها وارادتها وتتمتع بالقدرات اللازمة لمواجهة الأعداء، فهي لا تنفذ شيئاً بقرار من إيران، لكن دعم إيران للمقاومة قائم وقال : ان جبهة المقاومة ستسير خطوة بخطوة في طريق تعزيز نفسها وستصل إلى نضج أفضل وأكبر وسيكون لها دور حاسم في رسم ملامح المنطقة في المستقبل، ومن الطبيعي أن يؤثر هذا التحول في المنطقة [شمال أفريقيا وغرب آسيا] على تركيبة السلطة على المستوى العالمي ايضا.

"البريكس" و"شنغهاي"؛ فرصة ذهبية للتنمية الشاملة

وعن الانضمام الى المنظات الدولية الهامة مثل البريكس وشنغهاي قال : لدينا فرصة ذهبية، وقدرات إيران هي قدرات لا يمكن تجاهلها وهذه القدرات المتبادلة يمكنها ان تشكل قاعدة لافضل العلاقات بالنسبة لنا والدول الاعضاء في البريكس وشنغهاي.

*القوة الدفاعية الايرانية هي قوة ردع

وختم بالقول ان القوة الدفاعية لجمهورية إيران الإسلامية ستزداد يوما بعد آخر واضاف: رغم ان هذه القوة الدفاعية هي قوة ردع؛ لكن اذا تم تجاوز خطوطنا الحمراء فاننا سنوجه الصفعة تلو الاخرى.

سەرپەیڤ